الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رغم زيارات ناجي جلول: نقائص فظيعة واهمال للناشئة يهدّدان مستقبل التعليم في تونس

نشر في  06 أكتوبر 2015  (21:58)

طيلة الأيام القليلة الفارطة، لم تهدأ وتيرة الحديث عن الخطوات التي بدرت عن وزير التربية ناجي جلول بكشفه لتجاوزات فاضحة في قطاع المبيتات المدرسية والحال المتردية لعديد المؤسسات التربوية من شمال البلاد الى جنوبها..
كلام جميل قاله التونسيون في مختلف الوسائل وعبر مختلف اللهجات ليجتمعوا عند نقطة الانبهار بجرأة وحركية الوزير، غير أن هذه المساعي المحمودة لا يجب أن تغطي في كل حال من الأحوال أن للمأساة التي تمرّ بها عديد المدارس والمبيتات وجوه أخرى وعوامل متعدّدة أفضت الى هذه الفصول التراجيدية من المعاناة.
وفي هذا السياق علمت أخبار الجمهورية من مصادر مطلعة على الشأن التربوي ببلادنا أن ما كشفه ناجي جلول يعدّ نتاجا طبيعيا ومرتقبا وفق المطلعين على خفايا الأمور لعدة قرارات مرتجلة طغت عليها الشعبوية والارتجال والعشوائية، ومنها اقدام بعض السلط الجهوية بطريقة أو بأخرى على تعيين عملة وأعوان من الحضائر للاعتناء بتسيير الدواليب اليومية خاصة في المبيتات المدرسية.
محدثونا قالوا ان العثور على مواد غذائية متعفنة وأخرى انتهت آجال استهلاكها يبدو أمرا طبيعيا بالنظر الى افتقار العملة (مع احترامنا لهم ولجهودهم) لثقافة السلامة الصحية وعدم اكتراثهم لأجال استهلاك المواد الغذائية كأضعف الايمان، وكذلك غياب أطر ونصوص قانونية تحمي المشرفين على المؤسسات التربوية في حال كشفهم للتقصير والاخلالات التي تستهدف الناشئة من أطفالنا.
ومن جهة أخرى لم يتهرب من حدثناهم عما يجري في مدارسنا، لم يتهرب هؤلاء من دورهم في التقصير الذي أدى بمدارسنا الى مثل هذا الوضع، ولكنهم وجّهوا التماسا عاجلا الى وزير التربية ورئيس الحكومة بالوقوف على معاناتهم والاطلاع على الفقر المدقع للميزانيات المخصصة لهم (أغلبها في حدود خمس عشرة ألف دينار في المناطق الريفية) قصد تحسين وضع المدارس ماديا ومعنويا ولضمان التأطير الجيد للتلاميذ اضافة الى ضمان متابعة أكثر لمهام الطب المدرسي ومدى اطلاعه على دقة الوضع الصحي للأطفال..وحينها سيتسنى في كامل الشفاقية محاسبة المقصرين وكشف المذنبين بلا أدنى تحامل..فهل تتحرّك الجهات المعنية لفتح ملف التعليم بتونس وما يحيط به من غموض من ألفه الى يائه حتى لا يكون التعاطي ناعما مع ملف شائك ومصيري للغاية يبنى عليه مستقبل أجيال من أطفالنا؟

طارق